محتوي المقال
سنتعرف في هذا المقال من الصحة كنز على واحد من أمراض الجهاز الهضمي والذي يسبب مضاعفات وخيمة، وهو التهاب المرارة الحاد، وسنتعرف على أعراض التهاب المرارة الحاد، وما هي أسباب التهاب المرارة الحاد، ومضاعفات التهاب المرارة الحاد وطرق علاجه وتشخيصه.
المرارة
المرارة هي كيس يصل طوله إلي 10 سم يتواجد على السطح السفلي للكبد، وتتمثل وظيفة المرارة في تركيز الصفراء (عصارة المرارة) التي يفرزها الكبد، وذلك بواسطة امتصاص الماء والصوديوم.
ما هو التهاب المرارة
في حالة التهاب المرارة ينشأ تلوث في المرارة قد ينتج عن مصادر ومسببات مختلفة. يحتوي كيس المرارة على الصفراء بشكل مؤقت. تتقلص المرارة عند الأكل فينتقل سائل الصفراء إلى الأمعاء الدقيقة، وهناك يساعد سائل الصفراء على تحليل الطعام المهضوم. يحدث التهاب المرارة غالبا عند وجود حصى في جسم المريض. ففي حال انسداد الممر الواصل بين المرارة والأمعاء بسبب وجود حصاة صغيرة، يتراكم سائل الصفراء في داخل المرارة مما قد يشكل حالة التهابية (تلوث الجراثيم في المرارة).
أنواع التهاب المرارة
هناك نوعين أساسيين من التهاب المرارة وهما:
التهاب المرارة الحاد
تلوث حاد يصاحبه التهاب مفاجئ في المرارة، يسبب آلاما حادة في منطقة البطن، غثيان، قيء وارتفاع درجة حرارة الجسم.
التهاب المرارة المزمن
هو تلوث مزمن ومستمر في المرارة، يسبب في الغالب نوبات قصيرة من التهاب المرارة الحاد. ويكون التهاب المرارة المزمن مصحوبا بألم معتدل في البطن أو قد لا يكون مصحوبا بأية أعراض. في حالات التلوث المستمر من السهل أن يتم تشكيل نسيج ندبي (مع ندب) في المرارة نتيجة للتركيز العالي من أملاح المرارة المتراكمة في المرارة. وهذا النسيج بمرونة المرارة وقدرتها على تخزين سائل الصفراء.
أعراض التهاب المرارة الحاد
ما يصل إلى 80% من حالات حصى المرارة لا تظهر عليهم أعراض التهاب المرارة الحاد أو حتي مضاعفات.
العَرَض الرئيسي هو الألم، ويظهر بشكل مفاجئ (يظهر بنوبات)، في الناحية اليمنى العلوية من البطن أو في الشرسوف، ويمتد إلى الظهر أو الكتف ولكن أحياناً. وعادة ما يظهر الألم بعد ساعة من الأكل ويستمر حتي 15 دقيقة. وقد يستمر يوما كاملا في أغلب الأوقات.
إذا تُركت اعراض التهاب المرارة دون علاج، فيمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وتهدد الحياة أحيانًا، مثل تمزق المرارة، وعلاج التـهاب المرارة غالباً ما ينطوي على إزالة المرارة.
وتكون أعراض التهاب المرارة الحاد كالآتي:
- يبدأ التهاب المرارة الحاد عادة بألم في الجزء العلوى الأيمن من البطن، يزداد شدة بشكل تدريجي ثم يتركز في ناحية المرارة. ويجب العلم بأن التهاب المرارة الحاد لا يتراجع بشكل تلقائي.
- غثيان وقيء.
- حمى.
- علامة مورفي (وهى عبارة عن اشتداد الألم تحت حافة الكبد مع توقف التنفس أثناء الشهيق العميق).
- يمكن جس المرارة المتسعة المؤلمة في نحو ثلث المرضى.
- يرقان خفيف في ٢٠٪ من المرضى بسبب وجود حصي في القناة الصفراوية.
أعراض التهاب المرارة غير الحصوي
يتسبّب التهاب المرارة غير الحصوي عادةً بحدوث ألم مفاجئ ومُبرح في الجزء العلوي من البطن عند الأشخاص الذين لا يُعانون من أعراضٍ سابقة أو ليست لديهم أدلَّة أخرى على وجود اضطراب في المرارة . يكون الالتهاب شديدا جدا غالبا وقد يؤدي إلى الغرغرينا أو تمزُّق المرارة. يميل المرضى المصابون بالتهاب المرارة غير الحصوي إلى المعاناة الشديدة من المرض. قد تكون الأعراض مقتصرة على تورُّم (انتفاخ) البطن أو الشعور بالألم عند الجسّ أو حدوث حمَّى مجهولة السبب. يؤدي إهمال معالجة التهاب المرارة غير الحصوي إلى وفاة 65% من الأشخاص المصابين به.
أسباب التهاب المرارة الحاد
يمكن أن يحدث الالتهاب في المرارة بسبب:
- حصوات المرارة، ويكون حوالي 90٪ من مرضي التهاب المرارة الحاد بسبب حصوات المرارة، في معظم الأحيان يحدث الالتهاب نتيجة للحصوات الصلبة التي تتطور في المرارة، حيث يمكن أن تقطع الحصى المرارية الأنبوب الذي تتدفق خلاله الصفراء عندما تترك المرارة، لذا تتراكم الصفراء مما يسبب التهاب.
- الأورام، قد يمنع الورم المرارة من صرف الصفراء بشكل سليم وصحيح، مما يسبب تراكم الصفراء الذي يمكن أن يؤدي إلى التهـاب المرارة.
- انسداد القناة الصفراوية، يمكن أن يسبب التداخل أو الندب في القنوات الصفراوية انسدادًا يؤدي إلى التـهاب المرارة.
- العدوى، يمكن أن يؤدي مرض الإيدز وبعض العدوى الفيروسية إلى التهاب في المرارة.
- مشاكل الأوعية الدموية، يمكن لمرض شديد الخطورة أن يتلف الأوعية الدموية ويقلل تدفق الدم إلى المرارة، مما يؤدي إلى التهاب في المرارة.
عوامل خطر التهاب المرارة
وإليكم العوامل التي تزيد من خطر الاصابة بالتهاب المرارة الحاد:
- السن: تزداد بشكل كبير نسبة ظهور حصى المرارة مع التقدم في السن.
- الحمل.
- سن اليأس: النساء في سن اليأس اللواتي تتلقين علاج بديل لهرمون الأستروجين أو النساء اللاتي تتناولن أقراصا لمنع الحمل.
- السمنة الزائدة، داء السكري، المتلازمة الأيضية.
- الانخفاض الحاد في الوزن لدى الأشخاص الذين يستهلكون الأغذية المصنّعة، وخاصة السكر، هؤلاء الأشخاص يكونون أكثر عرضة لتكون الحصى في المرارة لديهم.
- عامل الوراثة: حصى المرارة أكثر شيوعا بين العائلات الذين يكون لديهم تاريخ بالإصابة بحصي المرارة.
- بعض الأمراض: مثل داء كرون، وتشمع أو تليف الكبد.
مضاعفات التهاب المرارة الحاد
يكون حوالى 10٪ من المرضى بإحدى هذه المضاعفات التي تتطلب التدخل الجراحي الفوري، فإن حدوث حمى شديدة، ورعشة، وكثرة عدد كرات الدم البيضاء، واشتداد الألم في البطن، واستمرار الأعراض الوخيمة، تشير كلها سواء كانت منفردة أو مجتمعة إلى تقدم المرض، وتأكد حدوث إحدى هذه المضاعفات. وفي حالة لم يحصل المريض على العلاج في الوقت المناسب، قد يتسبب هذا بظهور مجموعة من المشاكل والمضاعفات الخطيرة، مثل:
- موت أنسجة المرارة، مما قد يتسبب بمضاعفات خطيرة مثل الإصابة بالغرغرينا.
- تمزق المرارة أو انفجارها، وهو أمر وارد الحدوث مع استمرار تورم المرارة دون علاج.
- انسداد الأمعاء أو تلوثها.
- التهاب البريتون.
- التهاب البنكرياس.
- التهاب المرارة النفاخي (توجد الغازات ذات المنشأ الجرثومي في لمعة المرارة وأنسجتها).
- تقيح المرارة.
- التسمم الدموي.
- الانثقاب.
فحوصات التهاب المرارة الحاد
- فحص المرارة بالأمواج فوق الصوتية.
- فحوصات الدم.
- التصوير بالأشعة السينية.
- التصوير بالأشعة الطبقية.
- التصوير الكبدي الصفراوي.
علاج التهاب المرارة الحاد
قبل البدء بخطة العلاج، يقوم الطبيب بإخضاع المريض لمجموعة من الفحوصات كما ذكرنا مسبقا والتي تساعد على الوصول للتشخيص الصحيح، ثم بعد ذلك يتم تحديد الخطة العلاجية تبعًا لحالة المريض ونوع التهاب المرارة لديه، وهذه بعض الخيارات المتاحة:
- يتحسن معظم مرضى التهاب المرارة الحاد خلال يوم حتى سبعة أيام، من خلال مص المفرزات بواسطة الأنبوب الأنفي المعدي وإعطاء السوائل وريدياً إضافة إلى الأدوية المسكنة المناسبة.
وفي حالة ما كان خطر انتكاس التهاب المرارة الحاد عالياً، ينصح معظم المرضى بإجراء عملية استئصال المرارة خلال 4 – 8 أسابيع من الإصابة الحادة.
- أما الخيـار الآخر، فيتضمن إجراء استئصال المرارة الباكر (الحاد)، وهو خيار أقل كلفة من سابقه، ولا يزيد من المضاعفات أو معدل الوفيات.
- يتم إجراء الجراحة العاجلة لدى المرضى الذين أصيبوا بالمضاعفات.
- أ- قد يكون فغر المرارة (الجراحي أو عبر الجلد) إجراءً مفيداً عند المرضى الذين يكون العمل الجراحي لديهم عالي الخطورة.
- ب- أما المرضى الذين يكون التشخيص لديهم مؤكداً وخطر الجراحة عادياً فيهيئون للعمل الجراحي خلال 24 – 48 ساعة.
- ت- أما التدبير المحافظ فيطبق على المرضى غير المصابين بمضاعفات، لكن خطر الجراحة لديهم مرتفع، أو على المرضى الذين يكون التشخيص عندهم غير واضح
ويبلغ معدل الوفيات في التهاب المرارة الحاد 5 – 10 %، وتتكون جميع الوفيات تقريباً مرضى تجاوزوا ال60 من العمر المصابين بأمراض أخرى مرافقة، أو المرضى المصابين بمضاعفات.