Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أمراض الصدر

كورونا تجربة شخصية

سأتحدث في هذا المقال عن تجربة شخصية مع كورونا لي أنا وعائلتي، وكذا تجربتي مع بعض أصدقائي الأفاضل الذين أصيبوا بكورونا.

مقالات ذات صلة

 

البداية

أعيش في إسطنبول، أكبر المدن التركية على الإطلاق، وواحدة من أكبر مدن العالم أيضا، إذ يسكنها حوالي 16 مليون إنسان، وهي واحدة من أكبر المقاصد السياحية في العالم، فمثلا زارها في 2019 حوالي 16 مليون سائح من كل الدنيا منهم حوالي 300 ألف صيني!!! وطبعا هذا يجعل وصول عدوى ما إليها أمرا يسيرا إلى حد كبير.

عائلتي

أبنائي بعضهم في المدارس، وأصغرهم في الصف الرابع الابتدائي، عندما بدأت أخبار كورونا تصبح محمومة في شهر فبراير الماضي، بدأنا كعائلة بالترقب، وبدأت أنا في صمت بجمع الأخبار والإشارات عن كورونا لحماية عائلتي، وذلك بمعرفة أعراضه بدقة على الأقل، وفي شهر مارس قررت الحكومة التركية منح إجازة أسبوعين لطلاب المدارس، ولكن قبل بدء الإجازة بيومين، عاد أصغر أبنائي من المدرسة وعليه علامات الضعف، في صباح اليوم التالي كانت حرارته مرتفعة فعلا ولم يذهب إلى المدرسة!!!

مقاومة الصغار لكورونا

كنت أعلم أن الصغار أكثر مقاومة لهذا المرض، وأعلم أنه شديد العدوى أيضا، وفي أول أيام الإجازة كان ابني قد تعافى من الحرارة بفضل الله، لكن بدأت الأعراض على أخته التي تكبره بسنوات قليلة، وكما فعل الصغير تعافت خلال يومين بفضل الله، كل هذا ونحن في البيت، ونخرج إلى السوق نشتري الحاجيات دون وجل.

معلوماتي العامة قبلا عن كورونا

وكان مما قرأت عن كورونا، أن 95% ممن يصاب به لا يحتاجون للذهاب للمشافي بحال من الأحوال، بل إن 80% ممن يصابون بالعدوى فعليا (دخل الفيروس إلى أجسامهم بالفعل) هؤلاء قد لا تظهر عليهم أية أعراض، أو تظهر عليهم أعراض لا يأبهون لها، وذلك كون الفيروس شديد العدوى فعلا لكنه ضعيف للغاية أمام أجهزة المناعة الطبيعية في جسم الإنسان.

خطورة كورونا المباشرة

أما خطورة كورونا فتكمن في أن 5% ممن يصابون به (وفقا للأطباء) يحتاجون حتما إلى الرعاية الطبية في المشافي، ورغم أن النسبة تبدو بسيطة للغاية فإن مشكلتها الحقيقية تكمن في سرعة انتشار العدوى، وهذا يجعل أي دولة تفاجأ بأن 5% من سكانها يلزمهم الانتقال للمشافي خلال فترة ضيقة جدا، وهذا طبعا مقلق للغاية، ورغم أن هذه المعلومة هي المحرك الأساسي للدول في محاولة السيطرة على كورون فإنها قد غابت عن العامة، الذين صار عندهم كورونا أخطر من التواجد المباشر في قفص الأسود.

هل وصل كورونا إلى بيتي

وعودة إلى بيتي فإن أحد أبنائي لديه حساسية في الصدر، وكنت مهتما بمراقبة حال هذا الابن تحديدا، وذلك دون أن أحاول ازعاجه، وفجأة بدأ هذا الابن تحديدا يعاني ارتفاع في درجة حرارته، وكذا بعضا من الكحة!!! ويمكنكم طبعا تخيل كم يكون هذا مرعبا في مثل هذه الظروف، كنت أراقب حرارة ابني عن كثب، وأنا لا أريد أصلا أن أعلمه بذلك لكيلا أقلقه، لكنه كان قلقا بمفرده! وكذلك كانت أمه، كنت أعلم أن السلطات الصحية تفرض حجرا صحيا على أي أسرة يعرف أن أحد أفرادها قد أصيب بكورونا، ولم يكن هذا مرغوبا طبعا من قبلي.

بدأ ابني يشعر بالتحسن وتقل الأعراض (لم يكن لدينا أي دليل على أن ما أصابه هو كورونا) ولكني بدأت أشعر بثقل في جسدي، وبرودة في أطرافي، حدثتني زوجتي أنها تواجه نفس الأعراض، ولكني كنت أرى الأمور ما زالت تحت السيطرة، وبناء عليه فقد نكون جميعا من ضمن ال 80% من الناس الذين لا تظهر عليهم أي أعراض، أو تظهر عليهم أعراض خفيفة، لكن المتابعة اليومية لنشرات الأخبار وتقدم أعداد الإصابات في العالم كله، وتزايد نسب الوفيات، كل هذا كان يجعلنا دوما أكثر توترا.

كورورنا يتأكد بين أصدقائي

في هذه الأثناء فوجئت بخبر حجز اثنان من أصدقائي في المستشفى!!! كان الخبر صادما، اتصلت بهما، ورد علي أكبرهما سنا، كان صوته متعبا لكن طبيعيا، أما أصغرهما سنا (كان أصغر مني شخصيا وقريبا مني جدا في المواصفات، وابنته صديقة ابنتي، وكان هو عندي بالبيت قبلها بأسابيع قليلة) هذا الثاني لم يرد، كان عدم الرد مرعبا، فطبعا السيناريوهات السيئة كانت حاضرة بقوة، وكان هذا مؤشرا على أن المرض إن لم يكن قد دخل بيتي، فهو قريب جدا من بيتي.

في اليوم التالي لعدم رد صديقي المحجوز بالمشفى على الهاتف، نشر أحد الأصدقاء المشتركين بيننا يطلب الإلحاح في الدعاء له، ولوهلة فعلا ترددت في سؤاله عن حالته مخافة أن أسمع شرا، بعدها كلمته وعلمت أن صديقنا ليس موقفه كما خفت، في اليوم الثاني حاولت مكالمة صاحبي المحجوز بالمشفى، ففوجئت به يرد، كان صوته متعبا للغاية ولاهثا بطريقة غريبة، ترقرقت دموع الفرح في عيني، فكونه قد رد يقطع بأنه ليس تحت جهاز التنفس الاصطناعي.

هل أنا مصاب بكورونا

واليوم عن نفسي ما زلت أشعر بتكسير في العظام، وكحة بسيطة، وسيلان بسيط في الأنف، وبعض العطس، ومع ذلك لا أنوي طلب أي دعم طبي بإذن الله، وأما صاحبي المحجوز بالمشفى، فقد رد علي اليوم وحدثني أنه صار أفضل، رغم أن التحاليل قد أكدت إصابته بكورونا، ولما وجدت صوته أفضل تجرأت على سؤاله عن ظروفه، فقال إنه لم يدخل إلى العناية المركزة أبدا، فضلا عن أن يوضع على جهاز التنفس الاصطناعي، قاموا فقط بإمداده (كما فهمت) بأكسجين مركز لأنه يتنفس بصعوبة شديدة.

برأيي لم يكن صاحبي أبدا بحاجة لدخول المشفى، ولكنه الهلع العام الذي يجعل من كل من يرى في نفسه أي عرض من الأعراض المذكورة على أنها أعراض كورونا، كل من يرى في نفسه ذلك سيصاب بالرعب مهما كان رابط الجأش مثل صاحبي الذي لم أعرف عنه فعلا إلا رباطة الجأش.

مخاطر كورونا الحقيقية

إن أسوأ ما تم عمله في مقاومة كورونا هو الهلع الذي أشيع بين الناس فيها، فرغم أن المرض وفق الإحصائيات لم يقتل إلا 5% من الحالات المسجلة حول العالم (يقدر عدد من الخبراء أن الحالات المصابة لا تقل عن 10 أضعاف المعلن، لأن من لا تظهر عليه الأعراض لن يقوم بعمل تحليل أبدا، وبناء عليه فإن الضحايا هم أقل من 0.5%  بمعنى 5 أو أقل من كل ألف مصاب هم الذين ماتوا منه، أي أنه ليس بالخطورة التي يدعونها) هذا الهلع هو بالفعل أسوأ ما تم عمله، فوفقا لبعض الظرفاء بعد انتشار كورونا صار من يضبط بالكحة أو العطس أسوأ في موقفه ممن ضبط في جريمة أخلاقية!!!

أما الأسوأ في ما يكن أن أسميه تجربة شخصية مع كورونا فقد كان طريقة مقاومة الحكومات لكورونا!!!

فعلى الرغم من هذا الفيديو الذي يوضح أن كورونا لم بكن دوما ينتقل بالسرعة التي يوهموننا بها

فقد اختارت أكثر دول العالم منطقا غريبا في مكافحة كورونا، فبدلا من أن يتم عزل المريض أو من يخشى عليه المرض فقد قررت أكثر الحكومات عزل المجتمع كله، وهو ما عرف بحملة ابق في البيت!!!

إن هذه الآلية أدت لتعطل الكثيرين بالفعل، وقطع مداخيلهم، وكل يوم تنقل عددا أكبر من الناس من ذوي الدخول المحدودة إلى ذوي الدخول المعدومة، ومع الأيام فإن أسوأ مخاوفي هو ما سينتج عنه من انفجار اجتماعي مرعب على الحقيقة لا التهويل كما يحدث مع مخاطر كورونا المزعومة.

وللمزيد من التفاصبل عن مخاطر كورونا أنصحكم برؤية المقال التالي بالأرقام

المخاطر الحقيقية لكورونا كوفيد 19

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى