تكميم المعدة ومرض السكر

 تكميم المعدة ومرض السكر

مرض السكري من الأمراض المزمنة وله العديد من المضاعفات الخطيرة، خطورة مرض السكري تزداد مع مرور الوقت، قد اجمعت الدراسات أن السمنة من المسببات الرئيسية لمرض السكري، ولعلاج السمنة يلجأ الأشخاص إلى جراحة تكميم المعدة، عبر موقع الصحة كنز نطلعك على علاقة تكميم المعدة ومرض السكر وهل يحدث انخفاض وشفاء في مستوى السكر بعد إجرائها؟.

السمنة ومرض السكر

العامل الرئيسي في الاصابة بمرض السكر من النوع الثاني هي السمنة، يؤدي مرض السكر من النوع 2 إلى مشاكل صحية مزمنة وخطيرة، مثل السكتة الدماغية والفشل الكلوي وأمراض القلب والعمى والاكتئاب والاعتلال العصبي، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، يمكن أن يقلل داء السكري من النوع 2 متوسط ​​العمر المتوقع بما يصل إلى 14 عامًا.

التدخل في نمط الحياة هو خط العلاج الأول لمرض السكري، يتضمن ذلك فقدان الوزن، اتخاذ خيارات غذائية أكثر ذكاءً، وزيادة النشاط البدني، إذا كنت تعاني من السمنة ومرض السكري من النوع 2 ، يمكن أن يكون لجراحة تكميم المعدة تأثير إيجابي عميق ومؤثر على صحتك، يمكن أن تشفي عملية التكميم من مرض السكر او تقلله وتلغي الحاجة إلى علاج السكر نهائيا.

يُعد ارتفاع مستويات السكر في الدم غير المنضبط ومرض السكر خطر يزيد من خطر إصابتك بالعديد من المشكلات الصحية الخطيرة، بما في ذلك:

• ارتفاع ضغط الدم
• مرض القلب
• العمى
• الفشل الكلوي
• أمراض اللثة
• الاكتئاب والتعب
• العصب السكري، وهو مرض يمكن أن يؤدي إلى بتر الأطراف

عملية التكميم والسكر

متلازمة التمثيل الغذائي، مجموعة من الاضطرابات الأيضية التي تسببها السمنة ترتبط بتطور العديد من الأمراض، من بينها الشذوذ الرئيسي المرتبط بالمتلازمة هو مقاومة الأنسولين في الأنسجة المحيطية، مما يعني انخفاض الاستجابة مستويات الأنسولين المتداولة.

منذ سبعة عقود تم وضع الأوصاف الأولى لهذه المتلازمة، في عام 2001 فقط تم تطوير معايير لتشخيص المتلازمة، يعاني المريض من متلازمة التمثيل الغذائي عندما يكون لديه على الأقل ثلاثة من هذه العوامل:

• السمنة في البطن
• زيادة الدهون الثلاثية في البلازما
• انخفاض البروتين الدهني عالي الكثافة
• مقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم 

 وضع الاتحاد الدولي للسكري في عام 2004، مبادئ توجيهية للسمنة وفقًا لكل مجموعة عرقية، وجعل السمنة مطلبًا إلزاميًا لتشخيص المتلازمة بالتمثيل الغذائي، ترتبط السمنة استجابة التهابية كبيرة واختلال وظيفي، خاصةً في الأنسجة الدهنية الحشوية، حيث يتم تقليل خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي لدى الأفراد الذين لديهم توزيع للدهون المحيطية.

• مما سبق نستنتج أن السمنة تلعب دورًا رئيسيًا في عدم قدرة الجسم على التمثيل الغذائي للأنسولين واستخدامه، لذلك يجب أن يكون الشخص في حالة جسمانية صحية من حيث كمية الدهون في الجسم، وتعد عملية تكميم المعدة وسيلة مثالية لتقليل كمية الدهون وتحقيق الحجم المثالي للجسم، وبالتالي فإن عملية تكميم المعدة هي الطريقة الصحيحة للتعافي من نقص السكر في الدم بعد تكميم المعدة والحصول على معدلات شفاء عالية.

إقرا ايضا : تكميم المعدة و الحمل

كيف يحدث انخفاض السكر بعد التكميم ؟

نُشرت مجلة Diabetologia دراسة جديدة، وهي مجلة الرابطة الأوروبية لمرض السكري، مفادها أن ثلاثة أرباع الأشخاص المصابين بمرض السكر من النوع 2 الذين عولجوا بجراحة السمنة المعروفة باسم جراحة تكميم المعدة شهدوا شقاءهم من مرض السكري في غضون عام واحد فقط من العلاج.

•  أصبحت جراحة السمنة وإنقاص الوزن تكميم المعدة علاجًا شائعًا للسمنة على مدار الثلاثين عامًا الماضية، لدى الأشخاص المصابين أو غير المصابين بداء السكري من النوع 2، جراحة تكميم المعدة هي الطريقة المفضلة خاصة للأشخاص الذين يعانون من السمنة ومرض السكري من النوع 2، أفادت التجارب السريرية بوجود علاج قصير الأمد لمرض السكري في حوالي 75-90٪ من المرضى.
• من بين المؤشرات التي تنبئ بوجود فرصة أكبر للنجاح أن يكون المريض أصغر سنًا، و لديه انخفاض في مستويات الهيموجلوبين، وانخفاض مستويات السكر في الدم بعد تكميم المعدة، وهو مؤشر على انخفاض مستويات السكر في الدم، وبالتالي التحكم في نسبة السكر في الدم، وقصر مدة وشدة الاصابة بمرض السكري، كشفت بيانات المتابعة الجديدة طويلة المدى أيضًا عن وجود مخاطر عالية تكرار المرض بعد فترة الشفاء الأولية.

التكميم علاجا للسكر

خلصت الدراسة إلى أن 88.6٪ من المرضى الذين خضعوا لعملية تكميم المعدة اصبحت مستويات السكر في الدم لديهم منخفضة بطريقة يمكن القول إنها تعافي كامل خلال الأشهر الستة الأولى بعد الجراحة، أظهر مرضى آخرون تحسنًا كبيرًا في مستويات السكر في الدم، مما دفعهم إلى تناول الأدوية المخفضة للسكر بأقل من نصف الجرعة التي أخذوها في الماضي، لكن بعد مرور عام على عملية تكميم المعدة، أظهرت النتائج أن بعض المرضى الذين لم يسيروا وفقًا لخطة العلاج لفترة ما بعد الجراحة استعادوا المداومة على أدوية السكري، ولم تتجاوز النسبة 11.2٪ بين المرضى الذين استغنوا عن أدوية السكري.

هل يمكن أن يحدث شفاء تام بعد عملية التكميم لمرضى السكر ؟

تكميم المعدة هي عملية تساعد مرضى السمنة على إنقاص الوزن عن طريق إجراء تغييرات في الجهاز الهضمي، هناك العديد من أنواع جراحات السمنة المختلفة، بما في ذلك تحويل مسار المعدة وربط المعدة القابل للتعديل بالمنظار، على الرغم من أن جراحة السمنة كانت مصممة في الأصل لتعزيز إنقاص الوزن لدى مرضى السمنة، فقد وجد أنه يمكن استخدامها لعلاج مرض السكري من النوع 2، وقد أثارت هذه الملاحظات فكرة أن هذا النوع من الجراحة هو جراحة استقلابية ، والتي تستخدم لعلاج مرضى السكري من النوع 2 الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن إلى حد ما.

• تشير نتائج العديد من التجارب العشوائية التي أجريت لمقارنة فعالية وسلامة التدخلات الجراحية مقابل التدخلات غير الجراحية لمرض السكري، إلى أن التدخل الجراحي أدى إلى تحسن كبير في جميع متغيرات نسبة السكر في الدم، وكذلك نقاط النهاية الأيضية الأخرى مقارنة بالتدخل غير الجراحي، لذلك أوصت القمة الثانية لجراحة السكري، وهي مؤتمر إجماع دولي، بإدراج جراحة السمنة والتمثيل الغذائي في المبادئ التوجيهية العالمية كخيار علاجي للمرضى المصابين بداء السكري من النوع 2 والسمنة.